
النائب عباس عليوي / رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب
ألقت جائحة كورونا بظلالها على أغلب دول العالم ، فشلت الحياة وجمدت الحركة واوقفت فعاليات كثيرة في مختلف المجالات ومنها الرياضية ليدخل العالم في سبات طويل لعدة أشهر ، من خلال اعتماد قيود مشددة من اجل التقليل من تأثير الوباء على الناس .
لم يكن الوضع في العراق مختلفا عن غيره من الدول فالجائحة اثرت على المجتمع بكافة قطاعاته ( الصحية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية ) ، وما يهمنا في هذا الصدد هو التطرق الى الرياضة ، كونها البلسم الذي يداوي جراح المجتمعات المنكوبة بعد الحروب والاوبئة .
دول الاتحاد الأوربي قررت استئناف الدوريات الكروية وبعض الفعاليات الرياضية الاخرى في بلدانها ، فاستكمل الدوري الانكليزي والالماني والاسباني والايطالي وغيرها مباراتهم وسط ارتفاع ملحوظ باعداد المشاهدين والمتابعين من انصار هذه الأندية في داخل هذه البلدان وخارجها ، وكانت المجتمعات العربية ومنها العراق الاكثر مشاهدة من غيرها من خلال القنوات العامة والرياضية الخاصة ، إلى جانب متابعة دوري ابطال اوربا والاتحاد الاوربي وهما بطولتان لهما متابعين في كل انحاء العالم .
المعنيون بالشأن الصحي اكدوا ان ارتفاع الجانب المعنوي والنفسي لدى المصابين او غيرهم سيساعد كثيرا في رفع المناعة الذاتية لدى المصابين بالخصوص ، للتغلب على المرض فمتابعة الرياضة والاهتمام بها ومشاهدتها واحد من الاسباب في استقرار الحالة النفسية لدى الناس ، ونحن في العراق بالرغم من حب وعشق شرائح كثيرة من المجتمع العراقي للرياضة بشكل عام وكرة القدم بالخصوص ، الا ان المعنيين بالشأن الرياضي وللأسف لم يدركوا اهمية ذلك فلم يتم استئناف الدوري العراقي الذي توقف بسبب الجائحة ، رغم ردود الافعال غير الايجابية لهذا القرار وماخلفه من خيبة امل للوسط الرياضي ومشجعي الاندية جميعا .
مع تخفيف الحكومة للقيود المفروضة بسبب وباء كورونا ، فان من الضروري تهيئة كافة الظروف والمناخات وازالة المعوقات والتحديات البسيطة لغرض انطلاق بطولة دوري العراق الممتاز بكرة القدم ، من خلال تحديد موعد اكيد لانطلاقه حتى تباشر الفرق الرياضية بالتدريبات اللازمة للمشاركة والانتهاء من المستلزمات الادارية والتعاقدية والتخصيصات المالية للأندية المشاركة .
لابد من الاشارة الى وجود تحديات مهمة يتطلب العمل الجاد من الحكومة او الجهات المعنية تذليلها منها مايتعلق بحظر التجوال ومنع الفرق من ممارسة التدريب واللعب في ملاعبهم الخاصة ، والعمل على استثناء الاندية من الحظر ، كما من المهم توفير واطلاق التخصيصات اللازمة للاندية المشاركة للتعاقد مع المدربين واللاعبين والاداريين وغيرها من المبالغ اللازمة للعمل والاستمرار ، استنادا لقسمين الأول الاندية التابعة الى المؤسسات حكومية مثل الطلبة ، الشرطة ، الجوية ، الزوراء ، الميناء ، الاندية النفطية ، الكهرباء ، الصناعات الكهربائية وغيرها ، ويكون الحل باللقاء مع السادة الوزراء المعنيين والتأكيد على الدعم الضروري اللازم وهو اصلا موجود منذ السابق فقط التاكيد ، أما القسم الاخر فيتعلق بالاندية غير الحكومية مثل (النجف ، كربلاء ، وغيرها) فيتم التاكيد على المحافظين بتوفير الدعم اللازم من موازنة تنمية الاقاليم .
تمثل الرعاية وحقوق النقل التلفزيوني لقناة الرياضية العراقية والقنوات الرياضية العربية بوابة لتوفير مبالغ جيدة لأستمرار الدوري ، كونها واحد من الاهداف التي نسعى الى تحقيقها بل اهمها ، حيث سيشاهد المتابع احداث المباريات على مدى اسبوع الدوري برفقة التحليل والتحضير والنقل والدعاية من على شاشة القناة ، كما من الممكن ان تتضمن فعاليات توعية وتثقيف الصحي للمواطنيين ، ومن الضروري التاكيد على رعاية الدوري من قبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي شخصيا ، من خلال عقد لقاء مع اللجنة التطبيعية ( اتحاد كرة قدم او الاندية المشاركة بالدوري ) ، وايصال رسالة مهمة لكافة المعنيين بالشأن الرياضي في العراق بذلك الاهتمام الخاص ، وحضور افتتاح البطولة في ملعب الشعب الدولي وبحضور واسع لكافة القنوات الاعلامية والمجتمعية .